(تورنتو – كندا) – 26 نوفمبر 2025
تعيش كبرى المدن الكندية حالة من القلق المتزايد، مع الكشف عن إحصائيات صادمة تؤكد تضاعف حوادث العنف والاعتداءات داخل شبكات النقل العام الرئيسية مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة. هذا التصاعد يهدد الثقة في أنظمة النقل ويضع الحكومات المحلية وهيئات النقل أمام تحدٍ أمني واجتماعي معقد.
أفادت تقارير حديثة أن المدن الثماني الكبرى في كندا، بما فيها تورنتو (TTC) وفانكوفر ومونتريال، سجلت قفزات غير مسبوقة في بلاغات حوادث العنف. وتشمل هذه الحوادث مجموعة واسعة من الجرائم، بدءاً من المضايقات والتهديدات اللفظية وصولاً إلى الاعتداءات الجسدية والطعن، والتي غالباً ما تستهدف موظفي النقل والركاب العاديين.
هذا التدهور في الأمان دفع الركاب إلى التعبير عن خشيتهم، مما قد يؤثر على استخدامهم لوسائل النقل العام التي تُعد عصب الحياة في هذه المدن.
يرجع المحللون والمسؤولون هذا التفاقم إلى مزيج من العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تفاقمت بعد جائحة كوفيد-19:
أزمة الصحة العقلية والتشرد: تسببت الجائحة في تدهور أوضاع الكثيرين، مما أدى لزيادة أعداد المشردين والمصابين باضطرابات نفسية، والذين يتخذ بعضهم من محطات النقل ملاذاً، مما يزيد من احتمالية وقوع حوادث عنف.
تعاطي المخدرات: يُعد انتشار أزمة المواد الأفيونية والتعاطي في الأماكن العامة سبباً رئيسياً لزيادة السلوكيات غير المتوقعة والعدوانية.
نقص الكوادر الأمنية: عانت هيئات النقل من نقص في أعداد الموظفين وعناصر الأمن خلال الجائحة وبعدها، مما أدى لغياب الردع الكافي.
لم تقف سلطات المدن مكتوفة الأيدي، حيث بدأت في تنفيذ خطط استجابة طارئة تهدف إلى استعادة الثقة في شبكات النقل:
تكثيف الدوريات: تم ضخ المزيد من الموارد لزيادة عدد الدوريات الأمنية، بما في ذلك الشرطة النظامية والمدنية، في المحطات الرئيسية وداخل القطارات.
فرق الاستجابة المتخصصة: بعض المدن تطلق فرقاً مشتركة تضم موظفين من الشرطة وأخصائيين في الصحة العقلية والدعم الاجتماعي، لتقديم مساعدة فورية للأفراد الذين يعانون من أزمات بدلاً من الاعتماد على الاعتقال فقط.
التقنية والأمان: يتم تحديث أنظمة كاميرات المراقبة وأزرار الاستغاثة، لضمان استجابة أسرع وأكثر فعالية للبلاغات.
يبقى التحدي الأكبر للحكومات الكندية هو إيجاد حلول مستدامة لا تقتصر على الوجود الأمني فحسب، بل تعالج الجذور الاجتماعية والاقتصادية لأزمة العنف المتصاعدة.